استراتيجيات تدريس اللّغة العربيّة
مؤسَّسة “سبارك اللّغة العربيّة”
وَعياً منها بأهمية اللّغة العربيّة ومكانتِها ودورِها في نشرِ العُلوم والمعارف والابتكارات الإنسانية، وتعزيز التلاقح والانفتاح الحضاري والفني والأدبي والثقافي العالمي. وإيماناً منها كذلك؛ بقيمة وجمالية وبلاغة وسِحر اللغة العربيّة؛ تَـبَـنَّت مؤسسة “سبارك اللغة العربية” مشروعَ “استراتيجيات متعددة للتدريس والتقويم”، إدراكاً منها لأهميتِه العاجلة والـمُلِحَّة؛ بسبب الأزمة التي تعيشُها طُرق تدريس اللغة العربية. خصوصا في العقود الأخيرة، والتي أدخلتْها في ضعف ووَهَنٍ شديد وصل درجة الخطر، وأصبح يُهدِّدُ وجودَ وكيانَ هذه اللغة الجميلة؛ التي كانت إلى الأمس القريب، اللغة الأولى في العالَم وحاملةَ مِشعل حضارتِه؛ ومصنعَ العلوم والمعارف والأدب والفنون. واليوم؛ تُعاني اللغة العربية من تهميشٍ وابتذالٍ وإقصاءٍ وامتهانٍ عن قصدٍ وعن غيرِ قصد؛ بسبب بعض الممارسات السلبية سواء من طرف الأفراد أو المؤسسات، مما جعلَ التَّدخلَ لحماية وإنقاذ هذه اللغة أمراً ضرورياً بل ومُستعجَلا.
تسعى مؤسَّسة “سبارك اللغة العربية” من خلال مقالات هذا الدليل؛ إلى تطوير طُرق و استراتيجيات تدريس الطّلاب العرب ولِغير العرب، وتصحيح الصورة النّمطية القديمة والمغلوطة التي رُسمت عن تدريس العربية باعتبارِها لغةً جافة، صعبةً ومعقَّدة. كما تطمح مؤسسة “سبارك اللغة العربية” من خلال هذه السلسلة؛ وغيرِها من المشاريع العلمية المقبلة إلى تمكين المعلّم من استخدامها وتطبيقها في تعليم تلاميذه، فيختار ويكيف ما يشاء من الطرائق لتناسب جمهوره من المتعلمين، شريطة أن يتّبع في هذا الأسس الصحيحة للتعلم؛ معتمداً على جهده وإحساسه بالمسؤولية تجاه مهنته وطلبته، ومسترشداً بحسه التربوي وبكفاءته وتميزه في عمله وتدريسه.
ومن هنا، ولاختلاف جمهور المتعلمين وتباين مستوياتهم، ولتعدد قدراتهم، وتنوع حواسهم ووسائل التلقي لديهم، فإن التنوع في استخدام طرائق التدريس، والدمج بين الطرائق في الدرس الواحد، أو عند تنمية المهارات المختلفة، أصبح مطلباً تعليمياً، ينبغي مراعاته ووضعه في الحسبان، عند بناء أو تطبيق أي برنامج تعليمي؛ لأن التعلّم الصحيح والنشط، يقتضي أن يبقى المتعلم يقظاً وإيجابياً، فاعلاً وليس منفعلاً، نشيطاً يعمل ويفكّر في كل الاتجاهات، داخل الحجرة الصفية وخارجها.
وثمة تحديات كثيرة تواجه الواقع التعليمي اليوم، لعلّ أبرزها ما يرتبط بالتنامي المعرفي الهائل في كافة مجالات المعرفة والعلوم، وعلى المتعلّم أن يحيط بها أو بجزء كبير منها، من خلال ما يقدم له من مواد دراسية مختلفة في شتى المجالات والمراحل التعليمية؛ سعياً إلى خلق جيل متعلّم مفكّر، قادرعلى مواكبة مستحدثات العصر ومعارفه المتنامية، وهذا يقتضي – أيضاً- استخدام شريحة واسعة من الإستراتيجيات والطرائق التعليمية التعلمية، التي تعين المتعلّم وتمده بأسلحة السيطرة على أكبر قدر من المعارف والعلوم.
لذلك ينبغي الارتقاء باللغة العربية وبتعليمها، ليس كمادة دراسية فحسب، ولكن كقاعدة للتلقّي واكتساب المعارف والخبرات المختلفة.
ختاما؛ تـُحبُّ مؤسسة “سبارك اللُّغة العربيَّة” أن تُنوِّه إلى أنَّ مشروع “استراتيجيات متعددة للتدريس والتقويم”، موجه إلى كل معلّم غيور على اللغة العربية وإلى كل ّمهتم بتعليمها وتطويرها.